الأربعاء، نوفمبر ٩

الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا....

بقلم । شريف شحاته : 9 نوفمبر 2011 :
ماذا لو اخطأ الإنسان في تحديد الهدف من وجوده في هذه الحياه ؟
حتماً سَيضيعُ كل ما صنعه واعتقد انه صواب أو كان يحاول ان يوهم نفسه بذلك . ولخطوره الأفكار والمعتقدات والتي تمثل جوهر الثقافه والحضارة للبشر .تكمن الخطوره في بناء المعتقدات والأفكار وتجئ علي رأس أولويات البناء الجيد المتماسك للفرد والأسرة والمجتمع . فما يدور في رأس الإنسان من أفكار ومعتقدات يكون هو المحرك له علي مدي عمره ولو تغيرت هذه المعتقدات لتغير سلوكه بشكل جزري.

فلو أن إنساناً عُدوانياً يستخدم القوه في كل شئ لو بحثت عن افكاره ومعتقداته وأخذت تفندها .
ستجد امثال تدعم سلوكه العدواني راسخه في رأسه مثل ( البقاء للأقوي . ما اخذ بالقوه لا يسترد إلا بالقوه. هذه الحياة مثل الغابه ليس بها مكان إلا للقوي) والكثير مما يسيطر علي تصرفاته .
بينما الإنسان المسالم هادئ الطبع علي العكس تجد في قناعاته نصوصاُ تدعو الي التعايش السلمي الآمن مثل ( لا تظلمن اذا كنت مقتدراً . اقربكم مني مجلساً يوم القيامه احاسنكم أخلاقاً ).

وتغيير المعتقدات ليس بالأمر الهين كما نظن . فليس بخطبه أو درس علم يمكن أن تغير قناعات الفرد . فهناك مواقف قويه شديدة التأثير هي التي تصتدم بالمعتقدات الراسخه لكي تًفتُ فيها عبر الزمن فلربما موقف مؤثر يكفي لتغيير مسار حياه لفرد . ولربما يحتاج الإنسان إلي رسائل ومواقف متتاليه لكي يغير من نفسه.

وإذا كان السلوك عباره عن لبنات في بناء المعتقدات فهناك مواد تغذي هذا البناء لكي يصبح متماسكأ فلكي يتحول الفرد من سلبي الي إيجابي ومن كسول الي نشيط ومن مستهلك الي منتج نحتاج الي خلطه للبناء من . الثقه بالنفس والتفاؤل بالمستقبل وتدعيم قيمة العمل للفرد والأمه ...
وهذا يمكن ادراكه وتحصيله بالتثقيف والتوعيه والتوجيه والنصح . اما القوالب الغير سويه فتحتاج الي جهد اكبر لتغييرها.

وإذا لم تفلح هذه الوسائل والتي استخدمها الأنبياء من قبل يَحِلُ بأهليهم العذاب حتي ولولم يتم أهلاكهم بصاعقه أو غرق أو ريح فمصيرهم في الآخرة مع الأخسرين اعمالاً. فليس الهالك بعذاب الله وحده ظالم ومستحق للعقاب بل من الناس من يؤخر الله عقابهم الي الآخره .

فنبي الله نوحٌ عليه السلام . دعي قومه ليلاً ونَهاراُ. وسِراً وجهاراً . والأنبياء ممن جاءَ بعدهُ يستخدمون النُصح والإرشاد وعندما يُعرِضون عنهم يُرسل الله المعجزات علي ايدي انبيائهم فأرسل الله الي ثمود الناقه . وسخر لسليمان الريح والجن والطير . ولموسي العصي وشق له البحر . ولعيسي أحي الله علي يديه الموتي وشفي له الأعمي .ولكِن منهم جحدوا بهذه الآيات .

يقول تعالي .( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ۚ فَانظُرْ‌ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) سورةالنمل
بعد هذه الآيات البينات والمعجزات يأتي الهلاك . فقارون خسف الله به الأرض وفرعون أغرقه الله ومن معه في اليم . فانظروا كيف كان عاقبه الظالمين .

هؤلاء الذين ضل سَعيهم في الحياة الدنيا من السابقين وتلاهم من الأخرين كثير ساروا علي منهاجهم ولقوا حتفهم لم تنفعهم المواعظ ولم تردعهم الأحداث الجسام وظلوا علي عنادهم . وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا.

هل كانت النصائح تُجدي مع هؤلاء الحكام لكي يتنازلوا عن عروشهم وسلطانهم ويلتفتوا إلي الحكمه التي خلقوا من اجلها وأن ما يَجمعونه من مال وبنين هو من الإختبار . وليس فطنتهم وذكائهم.
يقول تعالي .(
أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ ﴿٥٥﴾ نُسَارِ‌عُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَ‌اتِ ۚ بَل لَّا يَشْعُرُ‌ونَ ) (سورة المؤمنون). وإذا لم تتغير قناعاتهم وحُبِهم للسلطه وظلوا متمسكين بها إلي آخر لحظات حياتهم وكانت الرسائل الواضحه رأي العين في هلاك حكام كانو بالأمس القريب يجلسون معهم ويتشاورون معهم في ترسيخ مبادئهم القمعيه وتبين لهم كيف فعل الله بهم وضرب لهم الأمثال .

مَن مِن الحكام الحاليين غير مسارة وأسس مُلكه علي أساس العدل والمساواه وإحترام الحقوق واكتسب شرعيته في الحكم من شَعبهِ وليس من بَطشهِ . بأي وسيلة إقناع يمكن أن نغير هذه المفاهيم لديهم؟
ماذا فعلوا بأطماعهم وأموالهم وبنيهم . يقول تعالي.(
كَلَّا ۖ إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا) سورة المدثر

ليست هناك تعليقات: