الثلاثاء، سبتمبر ٢٥

ازمة ثقه ...؟
 
alt
كتب / شريف شحاته

عندما يكثر الضباب امامنا لا يمكن ان نجزم بالحقائق الا إذا كانت ملموسه . وهذا ما كنا نعاني منه في ظل النظام السابق . حيث يخرج علينا كل فتره وزير تلو الوزير يدلي بتصريحات أقل ما يمكن وصفها بأنها تخاطب أخشاب مسنده . لا يتوقع منها أن ترد أو تستفسر عن ايِ مما يقال .
فيستطيع الوزيرالمسئول أن يقول ما يشاء . إنخفاض معدل التضخم , نقص العجز في الموازنه العامه للدوله , إنخفاض معدل البطاله , زياده معدل دخل الفرد . مشروعات زراعيه ضخمه ستحل ازمه نقص السلع التموينيه ( توشكي . شرق العوينات . ترعه الشيخ زايد) .
طوال الأعوام السابقه كل ما يمكن فعله هو أن نهـز رؤسنا ونصفق . ليس للأنجازات التي تم فبركتها علي الورق والواقع أمر من ذلك ؟ ولكن عندما يجيد الممثل دوره بإتقان . يجب علينا التصفيق له بحراره .
هذه الثقافه التي ورثناها وتشبع بها المصريون خلال السنوات الماضيه لا يمكن انتزاعها بسهوله . فقد تخطي الشك فينا الي الحدود المسموح بها دولياً . فلا نصدق إعلاماً مسموعأ او مرئياً او مقروء . في ظل التقنيه التكنولوجيه التي تمكن اي فصيل سياسي او إعلامي من قلب الحقائق.
فجريده بحجم الأخبار او الأهرام عندما تزيف صوره لتقدم شخص الرئيس المخلوع علي رئيس الولايات المتحده في احدي الإجتماعات في أثناء السير مع أن هذا ليس له اي مدلول إعلامي غير النفاق والتقرب الي قصور الرئاسه أو أن يحظي بحقيبه وزاريه .
وعلي نفس المنوال يهاجم الإعلام الثوره في باكورتها وعندما تنجح تتلون الصحف والأذاعات ونسمعها تقول عاشت مصر حره . وتصف شهداء الثوره ب الورد اللي فتح في جناين . مع أن المانشيت الرئيسي لها سابقاً لا يخلو من تمجيد الرئيس وتعداد أفضاله وإنجازاته علي الصفحات الأولي .
أصبحنا نعاني من فقدان الثقه . الكل يشكك في أي طرف . لا يكفينا حاسه واحده للتأكد من صحة الأحداث.لا بد من سماع الحقيقه ولمسها ورؤيتها ورغم ذلك نقول أننا نفتقد الثقه فيما نلمسه احياناً .
فقدنا الثقه في انفسنا وفي الشرطه والإعلام وفي النخبه السياسيه وفي الأحزاب ذات المرجعيه الدينيه والليبراليه والتي ليس لها مرجعيه. الكل محل شك ؟
متي سنهدأ لنبني الأمجاد؟ وأين السبيل لأعادة الثقه ؟
هل نحن قادرون ان نعبر عنق الزجاجه وننطلق الي سباق نزيه بيننا وبين الدول المتقدمه يقاس بمعيار الكفاءة لكل دوله وبسواعد ابنائها ولا تقوم دوله عظمي علي اكتاف وسواعد وعقول من تملكهم بمالها وتسخرهم لخدمتها . يقيناً يمكن ذلك ولكن بعد عودة الثقه .