(أسير أحمل هموم الدنيا فوق كتفاي
فتثقــــل تلك الهمـــــــوم قدمــــــاي
حتــــى لم أعـــــد أقوى عــلى السير
ولو تمعنت قليلا لخلعت عني همومي
كما أخلــــع عني حذائي ومشيت حافـــــي القدمين
إلا هموم ديني وآخرتي فتلك أحملها فوق رأســي
ونصب عيناي أتلمس منها نورا حين يظلم الطريق)
اخترت تلك الكلمات لأنها تصف حالي اليوم بدقه شديده
فمع كثرة الهموم التي اعاني منها اليوم تمعنت قليلا وجلست
اتحدث مع نفسي الي متي اثقل علي نفسي وأحملها اثقالا تكاد
تجعلني لا اقوي علي السيركل هذا لأني اسير في هذه الدنيا
احاول الا اغضب احدا مني مهما يكن هل الشخص المسالم
مثلي الذي يراعي مشاعر الآخرين وأحاسيسهم حتي ولو علي
حساب شقاؤة وسعادته؟ يشبه مجتمعنا هذا مجتمع الغابه
ومعزرة للتشبيه فقد ظلمت الحيوانات والبهائم فمن البشر من هم اضل من الأنعام
يقول تعالي (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }
فبمقارنه مجتمعنا بالغابه نجد مجتمع مشابه من يعيش بشخصية الأسد الجسور
ومنهم من يعيش في دور النعامه ووالعصفور والذئب ايضا فليس كل الحيوانات اليفه
ووديعه فمن نحب ان نكون هل اذا تحول مجتمعنا الي اسود ستنتظم الحياه كل يثأر لنفسه
ام اننا نحتاج الي جميع الشخصيات لكي تتوازن الحياه علي هذه الأرض
شاهدت افلام تسجيليه عن حيوانات عديده لم اتخيل كل هذه الرحمه والرفق
الذي يسود هذه الغابه فالتمساح الذي عاهدناه شرسا تراه يمسك صغار السلاحف
بفمه برفق ليوصلها الي المياه والفيل الضخم ينتظر صغيره حتي تتعافي قدماه ليلحق بالقطيع
والبطريق الذي يحتضن البيضه سته اشهر بين ارجله في الثلج ويحتضنها حتي لا تتجمد
والنمل الذي يعمل بدون رئيس عمل كل يقوم بوظيفته ويتفاني في موقعه دون توجيه
دروس كبيره يمكن ان نتعلمها من حياة الغابه في حين نجد جرائم في مجتمعنا
لا يوجد لها مثيل في الغابه فلم نجد حيوان يعذب حيوانا ويتلذذ بتعزيبه
حتي الأسد لم نجده يوما افترس الف فريسه وخزنها لكي يضمن
طعام غده ؟ ولكن في مجتمعنا نحن من يكنز الثروات التي تكفي لأشباع
شعب بأكمله ؛ فهل تعلمنا من الغابه شيئا؟
وهناك جرائم نسمع عنها في الصحف لا يمكن تصورها في الغابه :
الشاهد في هذا الموضوع انني كلما سمعت عن جريمة او حادث
في قريتي ينتابني القلق والأرق فلم اعهد ذلك منذ طفولتي حينما يحكي
لي احد اصدقائي عن جريمه او فعل غير اخلاقي اصم اذني لأني لم اتخيل ان
تحدث هذه التصرفات في قريتي فوددت لو رحلت عن قريتي الي الصحراء
اعيش فيها في مجتمع بدائي لم يتلوث بعد بالحضاره الماديه الحديثه خالي من
امراض العصرالجديده ؟ اما همومي الشخصيه فأستطيع ان القيها خلف ظهري
فهي دائما ما تنجلي وتتجد فهذه سنة الحياه أما هموم ديني وآخرتي وقريتي
ووطني فتتزايد بأنتشار الفساد وتدني الأخلاق فكيف السبيل لأصلاحها؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق